شاركت شرطة رأس الخيمة في الملتقى التوعوي الذي نظمته جمعية توعية ورعاية الأحداث تحت رعاية الفريق ضاحي خلفان تميم رئيس مجلس إدارة الجمعية تحت عنوان " أسرتي أكبر ثروتي " في جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 2024. واستضافت جلسة الملتقى التي أدارها الدكتور جاسم خليل ميرزا عضو مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث كلا من المقدم عبد الناصر الشيراوي رئيس قسم توعية المجتمع في إدارة الشرطة المجتمعية ، والدكتورة مهرة آل مالك عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية ، وفاطمة سعيد الكندي رئيسة قسم الدعم الاجتماعي في الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي الذين سلطوا الضوء على أهمية تضافر الجهود الأسرية والتربوية والمجتمعية لمواجهة آفة المخدرات والإدمان عليها التي تتربص بالشباب والآخذة بالازدياد حول العالم . وأشار المقدم الشيراوي إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الداخلية ودولة الإمارات على وجه العموم في مواجهة المخدرات وتزايد أعداد المدمنين، لافتا إلى أن مشكلة المخدرات والتعاطي تكمن في عدة محاور تبدأ بالأسرة مرورا بالمدرسة والمجتمع ومؤسساته المختلفة. وأكد على أن الأسرة تعتبر الركيزة الأساسية في حماية الأبناء من السقوط في شرك الإدمان على المخدرات وتقع على عاتقها المسؤولية الأكبر في غرس الوازع الديني والقيم السليمة التي تشكل بمجملها صخرة تتفتت عليها محاولات اسقاط الأبناء في وحل التعاطي، منبها من بعض الأخطاء غير المقصودة التي يقع فيها بعض أرباب الأسر وأولياء الأمور من خلال التمييز بين الأبناء أو القسوة عليهم كما هو الحال بالنسبة للإهمال الذي يعتبر أحد أبرز مسببات إدمان الأبناء على المخدرات. من جهتها لفتت الدكتورة مهرة آل مالك إلى أن مشكلة الإدمان والمخدرات مشكلة هلامية تترابط فيها عدة جوانب تتنوع بين الأسرة التي تقع عليها مسؤولية التوعية وغرس القيم الدينية والأخلاقية في الأبناء ، والمدرسة التي تلعب دورا محوريا في تشكيل شخصية الطفل ، ورفقاء السوء ، والدلال الزائد والإهمال الأسري والانشغال عنهم مما يتوجب معه على الأهالي حماية أبنائهم فكريا وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وفتح قنوات حوار مستمر معهم.
وشددت على أهمية الجانب النفسي في تقبل الابن المدمن واحتوائه عند اكتشاف تعاطيه للمخدرات وتعزيز ثقته بنفسه واقناعه بالعلاج في ظل توفير الدولة لمصحات ومراكز علاجية متخصصة في هذا الجانب، مضيفة أنه يجب العمل على تصحيح نظرة المجتمع للمدمن وتوفير كافة مقومات دمجه بالمجتمع لحمايته من العودة للإدمان . فاطمة الكتبي أكدت أن الأسرة هي الحياة وبالتالي تقع على عاتقها مسؤولية تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وتقبلهم واحترامهم بعيدا عن الاهمال الذي يعتبر عامل مشترك للسقوط في براثن الادمان بغض النظر عن مستويات الأسر الاقتصادية والثقافية والمجتمعية. ولفتت إلى أنه يتوجب على الأسر أن تكون على استعداد كامل لتربية ورعاية أبنائها واحتوائهم في حال سقوط أحدهم في براثن الإدمان ، مشيرة إلى أهمية مرحلة الاكتشاف وطريقة التعامل مع الابن المدمن للوصول به إلى بر الأمان إلى جانب ضرورة تضافر وتعاون الجميع على المستويين الفردي والمجتمعي في محاربة المخدرات والتقليل قدر الإمكان منها من خلال تكثيف الجهود التوعوية لتبيان مخاطرها وتعزيز الجانب الديني والقيمي في نفوس النشء ومراقبتهم وحمايتهم من رفقاء السوء .