الحس الأمني شعور يتولد داخل النفس البشرية ، من يستشعره يتمكن من أن يدرك الأشياء ويفسر الظواهر والمعطيات بصورة صحيحة ،وتكون نسبة توقعه لما يحدث عالية جداً، ناهيك عن قدرته على استشعار الخطر ما يتيح فرصة مواجهته قبل وقوعه بدقة وحزم عاليين.
الحس الأمني ميزة لا تتوافر فقط لدى العاملين في حقل الشرطة بل هو ملكة يمتلكها الخاصة من أفراد المجتمع ويتطلب ثقافة واسعة ومعرفة متخصصة بأصول المهنة فكلما زاد الكم المعلوماتي والمعرفي زادت الخبرة في مجال الحس الأمني وهذا يستلزم سلامة الحواس والقدرة الجسدية والنفسية التي تضمن أن يتم الإدراك والتفسير الصحيح للأمور الحسية .
إن من يمتلك خاصية "الحس الأمني" لابد وأن يتمتع بقيم ومبادئ تمكنه من أداء عمله بإخلاص ودراية ومهارية عالية في العمل على اكتشاف الجريمة التي يتوقع لها أن تحدث، بالإضافة إلى امتلاكه ملكة استشعار الخطر المحتمل ما يتيح الفرصة للجهات المعنية لوضع خطة تكفل عملية اجهاض الجريمة قبل وقوعها.
لابد من تنمية قدرات الذين يملكون ذلك الشعور (الحس الأمني) للارتقاء بتفصيلاته، وتطوير قدراتهم تماشياً مع ما نشهده من تطورات في عصرنا الحالي، ولمواكبة تطور أساليب الجريمة حفاظاً على مجتمعاتنا وأوطاننا وتحصينها من شرور الجريمة ومرتكبيها.