يختص العمل الشرطي بممارسة السلطة التي تضمن القانون الذي يحكم النظام العام في المجتمع، والذي بدونه يصعب تسيير أمور وتفاصيل الحياة، وتسهم الشرطة بأجهزتها المختلفة في إعلاء سلطة القانون، تلك السلطة المدونة بنصوص مكتوبة لتنظيم الحياة في المجتمع، وتسهر أجهزة الشرطة على تطبيق القانون الوضعي للمجتمع، إضافة إلى حماية قيم المجتمع المتوارثة من جيل إلى جيل، وتشمل العادات والتقاليد والحكم والأفعال والذوق العام. وفي كل المجتمعات ينظر إلى الشرطة دائماً باعتبارها أداة النظام لفرض الأمن والاستقرار في المجتمع، وأداته الرئيسية في تنفيذ القانون وحماية الحقوق الفردية والعامة، ومن هنا كان من الضروري أن تتمتع أجهزة الشرطة بالسلطة التي تمكنها من فرض النظام العام في المجتمع، والابتعاد به عن الفوضوية أو الجنوح بالمجتمع إلى مصير غير مدروس. وهنا يجب أن ندرك أهمية إلا تجرفه السلطة إلى أي صورة من صور التعسف ولو بنظرة أو كلمة عابرة وإلا انطبقت في أذهان الجمهور الصورة السلبية للشرطة وأنزوت كل ملامح الصورة الايجابية! ابناء العين الساهرة يجب أن نذكر انفسنا ونحن نرى العالم من حولنا أن أي أداء أمني يتسم بالعنف في التعامل مع الجمهور، أو أي تصرف زائد في تقييد مجال الحريات والحقوق الشخصية إذا انعدمت الضمانات وساد القهر فإن الأمر يؤدي إلى عكس الهدف من أجهزة الأمن ويفضي إلى تفشي الجريمة بصورها الهادمة. أبناء العين الساهرة ينبغي أن يتوافر لذوي الاحتكاك المباشر والمستمر مع الجمهور مهارات الاتصال الفعالة التي تمكنهم من التفاعل الجيد مع الجمهور. ينبغي أن تشمل المهارات القدرة على الحديث المقنع بالمستوى اللغوي المناسب. ينبغي أن تتوافر فينا مهارات الانصات والاستماع الجيد. ينبغي أن نستقبل أراء ومقترحات الجمهور وشكاويه بصورة رحبة، وأن نحترم كل رأي ونستجيب له ونعمل على تنفيذ الممكن بالسرعة المطلوبة، كل هذا يوثق العلاقة بين الجمهور والشرطة ويدفع الجميع إلى التعاون المثمر مع أجهزة الشرطة في أداء مهامها، ويجعل من الجمهور معاونين للشرطة محافظين عليها حتى في ممارسة السلطة، وبأذن الله التوفيق.